مساورات الكلمات


سلسلة كتاب الرافد ، دائرة الثقافة بالشارقة- الإمارات العربية المتحدة، سبتمبر  2017

مساورات الكلمات

وفيما يلي مقدمته وفهرسه.

فاتحة المساورات

 

 أولو الألباب هم الذين يأخذون مِنْ كُل قِشْر لُبابه، ويطلبون من ظاهر الحديث سِره”.

الشريف الجُرجاني  – فلكي وموسيقى

     تتضمن صفحات هذا الكتاب مجموعة من المقالات المختصرة. لقد أردنا أن تكون كذلك لأننا نعتقد أن القارئ أصبح عجولا، قليل الصبر، لا يملك النفس الطويل لقراءة سِّفْر التأليف. إنه زمن الاختصار الذي أدركه المتشيعون إلى القصة القصيرة جدا، واللافتات الشعرية. ولا أعتقد أبدا أننا أردنا بهذا الاختصار أن نقف في صف الكاتب الأوروغوائي “إدوارد غاليانو” الذي قال ذات مرة: ” المصرفيون في حرب ضد التضخّم المالي، أمّا أنا فقد أعلنت الحرب ضد التضخّم الكلامي”.[1] لقد رغبنا في الاختصار حتى يشاركنا القارئ في” هوامل” ملاحظاتنا عن علاقتنا بالاتصال والإعلام والثقافة. ويشاطرنا مطارحة ما تثيره من أفكار. لذا حاولنا استخدام القصص والأمثلة والصور والشواهد عملا بقول الكاتبة والفيلسوفة الفرنسية مريال بربيري التي ترى أن العامة من الناس يفضلون الحكايات عن النظريات والصور عن الأفكار، وهذا لم يمنعهم من التفلسف.[2] ولعل هذا الكتاب يساعدهم على تحفيز ذكاءهم في التأويل أو على الأقل الوقوف على ما قالته جَدّة الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي في تأكيدها على أن الكلمات كالبصل كلما نزعت قشرة برزت معان جديدة.[3] وأملنا أن نرافق القارئ في عملية الفهم والتفكير والتأويل. وهنا يكمن السر في اختيار مساورات الكلمات عنوانا لهذا الكتاب. فالمساورة تعني عدم التسليم بالأفكار وعدم الاستسلام لها، والتصدي لليقينيات؛ أي إنها هامش من قلق السؤال وحيرة المساءلة، ووثوب التفكير. فإذا كان الفلاسفة يعتقدون أن ) كل حقيقة في العلم هي خطأ مؤجل.([4]، فمن الصعب أن تقدم الكتابة الحقيقة التي لا يقترب الشك من ساحتها. وفي تأجيل هذا الخطأ تتجلى مسؤولية الكتابة التي تتعاظم من يوم لأخر، في زمن تراجعت فيه قيمة الكلمة وفقدت هيبتها، حيث أصبح انتاج نص جامع المتعة والفكر والمعنى واقتسام تجربة صعب المنال، خاصة وأن القارئ لم يعد ذاك الخصم الذي يجب إبهاره بالكلام المنمق قصد الاجهاز عليه وإذعانه لقبول ما يسوق له من قناعات ومواقف.

ربما يعتقد بعض القراء أن المواضيع التي تتناولها هذه المقالات هي مواضيع صغيرة ولا تحتاج إلى الكتابة عنها أو التفكير فيها. للرد على هذا الاعتقاد لا نكتفي بالقول أن الفلسفة المعاصرة قد تخلت عن التفكير في القضايا الكبرى والمصيرية. وشرعت في التبصر في تفاصيل الحياة اليومية. بل يجب أن نكمله بالتأكيد على أن اتساع مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الانترنت وما أفرزته من امتداد ” سلطة القول”، التي تحدث عنها عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو، أعادت النظر في مفهوم ” النص” وشجعت النظر إلى القضايا والوقائع عبر تفاصيلها، والتفاعل مع شذرات من الحياة الاجتماعية. فما يتضمنه هذا الكتاب قد يدفع القارئ البسيط إلى الاهتمام بالمواضيع ذات الصلة بالقضايا التي ظلت تشغل بال الباحثين والمفكرين في العلوم الاجتماعية والإعلامية تحديدا، والتي كانت تناقش في منابر بعيدة عنه أو تنشر برطانة تثنيه عن قراءة مضمونها. لكن هذا لا يمنعنا من الاعتراف أن الكتابات التي يتضمنها هذا الكتاب لم تبرح عتبات الحديث عن المواضيع الجديدة والمستجدّة في عالم الإعلام والاتصال. بمعنى أن الحديث عنها لم يستنفذ و التفكير فيها لا يكتمل، بل يظل في حيز المقدمات.

أخيرا، نتمنى أن نساهم في تحرير التفكير في علوم الإعلام والاتصال من بعض أوهامه وننقل التساؤل عن مكانة وسائل الاتصال في المجتمع إلى البحث عن مكانة المجتمع في وسائل الاتصال. هذا مع علمنا أن الناس يفضلون وهما يُسَكِّن من روعهم أمام حقيقة تشغل بالهم.[5]

 فهرس الكتاب:

 فاتحة المساورات:

 عتبات الحديث عن الاتصال والتكنولوجيا

  • لسنا كما ظنّ ابن الجوزي
  • التبكيت والتنكيت
  • جيل الإبهام الصغير
  • لماذا تفزعنا تكنولوجية الاتصال؟
  • الحروف المدفوعة مسبقا
  • بين الشارع والفيسبوك
  • ثقافة القص واللصق
  • كثرة المعلومات وقلة المعرفة
  • ما الحديث في “الإعلام” الجديد؟
  • وهم الانترنت أو أوهام مفكريها؟
  • من استباح الحياة الشخصية؟
  • مفارقة
  • إنه زمن الإيجّاز

عتبات الحديث عن الإعلام

  • الميديا وعبادة الجمال
  • ما وراء الخبر
  • هل يحفظون الدرّس؟
  • زَّلَّة اللسان أو زُّلَّة الفكر؟
  • عجلة الإعلام وعجالة الزمن.
  • الميديا واستبداد الترفيه.
  • منطق “داعم الحلق”
  • من تجارب السابقين
  • شذرات من الماضي
  • محو الأمية الإعلامية

عتبات الحديث عن الصحافة

  • إنهم يخطئون في الحساب
  • هل يظل الاستثناء استثناءً؟
  • هل تبلد صحافة الإثارة القارئ؟
  • هل تقوض الصحافة الديمقراطية؟
  • أطلبوا الحكمة ولو في كوريا
  • لماذا تَصْفَرّ الصحف؟
  • إنهم يودعون صحافة الخطاب
  • إنهم يتحدثون بدون حذر
  • اسكافيو الكلمات
  • التفاصيل الغائبة في الحديث عن الصحافة
  • تجارة جديدة
  • اعترافات صحافي متقاعد.
  • الصحافة ليست “أوبارج” اسبانية

عتبات الحديث عن التلفزيون

  • العيب والندم في برامج التلفزيون
  • عن تلفزيون الواقع
  • محنة التلفزيون
  • عمّ يضحكون؟
  • الصورة والنخبة والغذامي

 عتبات الحديث عن الكتاب

  • الضحك على ذهن القارئ
  • لقرصنة الكتب قصة أخرى

عتبات الحديث عن الجمهور والمستخدمين

  • هل يعانى مشاهدو التلفزيون إنفصام الشخصية؟
  • الحديث خارج الموضوع
  • بين التفاعل والانفعال
  • مزاج القارئ

المراجع

[1] –  محمّد محمّد الخطّابي: إدواردو غاليانو يقدّم كتابه الأخير ‘أبناء الأيّام’ في غرناطة: الإنسان صيغ من حكايات!  القدس العربي، 21/5/2012

[2] – Muriel Barbery: L’élégance du Hérisson, edition Gallimard, 2006, p 173

[3] – فاطمة المرنسي:  أحلان النساء الحريم، حكيات عن طفولة في الحريم، ترجمة  ميساء سري، داار ورد للطباعة، 1997، ص 78

[4] –  جان فرنسوا دورتي:  فلسفات عصرنا: تياراتها، مذاهبها، أعلامها، وقضاياها، ترجمة ابراهيم صحراوي، الدار العربية للنشر والعلوم، ومنشورات الاختلاف، 2009، ص 47

[5] -Michel Onfray : Entretien pour l’hebdomadaire tunisien REALITES; realisé par Hassan Arfaoui;   31 mai 2012

نُشر بواسطة د. نصرالدين

- د. نصر الدين لعياضي، كلية علوم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر - 11الجمهورية الجزائرية شارع مختار دود بن عكنون الجزائر العاصمة العنوان الإلكتروني: alayadi2014@outlook.com

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: